“أنا أمتلك مهارات في الكتابة وأريد أن أفتح مدونة لكن ما أهمية المدونة؟” وقعت عيني صباح هذا اليوم على هذا السؤال في إحدى قروبات تلجرام.استوقفني هذا السؤال وكأني لأول مرة أقرأه.وتذكرت كيف كانت تحاصرني عبارة اِفتح مدونة أينما ولّيت وجهي.
أحيانا ألوم نفسي لتأخري في إنشاء واحدة وتحضرني مقولة: “أشعر كمن دخل إلى الحياة متأخرا”،وأنا أيضا أشعر كمن دخل إلى عالم التدوين متأخرا، لكن المهم أني دخلت ولم أبْقَ مُتفرّجة، أتوافقني الرأي؟ بعيدا عن أن المدونة هي معرض أعمالك ما الذي يمكن أن تنفعك به أيضا؟ هذا ما سأجيب عنه في تدوينة اليوم بإذن الله.
1.مدونتك هي بيتك الرقمي
من خلال المدونة فإنك تبني لنفسك مساحة خاصة على الإنترنت تخبر فيها العالم من أنت، وتشارك فيها قصصك وتجاربك الملهمة، خبراتك وأفكارك.أيضا ستكون مُدوّنتك بوّابة لمشاركة شغفك، فالتدوين عن شيءٍ أنت شغوف به يتيح لك فرصة التواصل والتعرف على أولئك الذين يشاركونك نفس شغفك.
2.المدونة تشحذ مهاراتك الكتابية باستمرار
ما دمت مستمر بالتدوين فمن البديهي إذن تحسن مهاراتك الكتابية.مما لا يرقى إليه الشك أن سعيك لمشاركة المعلومة مع الناس سيُلزمك على تدقيق محتواك والتأكد من سلامته الإملائية والنحوية، كي تتمكن من إيصال المعلومة للقارئ بشكل سليم وخالِ من الأخطاء اللغوية.فضلا عن أن الكثرة تأتي بالجودة، أي كلما كتبت كثيرا زادت جودة ما تكتبه.
3.إثراء رصيدك المعرفي
قبل أن تشرع في التدوين حول موضوع ما لا بد وأن عملية التدوين هذه قد سبقتها عملية بحث مكثّفة، وإلا من أين لك أن تكتب حول موضوع ما ما لم تكن مُلِمّا به؟ أستثني في هذه الحالة الخبراء طبعا في مجالهم، ومع ذلك أشُكّ في أنهم لا يبحثون قبل الشروع في الكتابة.
بفضل التدوين أنت مضطر للقراءة أيضا ألا يقولون بأن القراءة هي أخت الكتابة؟ مع الوقت ستدرك أنك أصبحت موسوعة لأنك تسعى لتعلم الجديد كل يوم.وصدقني ستتعلم الكثير والكثير من من الأشياء التي لم تخطر على بالك يوما.أيضا حينما تشارك ما تتعلمه من معرفة مع الناس فإن المعلومة ستترسخ أكثر فأكثر في ذهنك.
4.المدونة قد تكون فرصتك لتعلم لغة جديدة
إن لاحظت، فإن المعلومات باللغة العربية مع الأسف شحيحة جدا على عكس اللغة الإنجليزية فمحتواها ثري جدا.لذا قد تضطر للبحث عن المعلومة بغير لغتك الأم. إن كنت شخصا متمكنا في اللغة الإنجليزية فقد يساعدك البحث والقراءة المكثفين من تقوية لغتك وتصبح متمكنا فيها أكثر، أو أنك قد تضطر لتعلمها من الأساس لأنك بحاجة لها.أيضا قد يحدث وأن تتابع مدونات أجنبية وربما قد ترغب بالتفاعل مع تدويناتهم وتبدي إعجابك بما يفعلونه ما سيدفعك لتعلم اللغة الإنجليزية.لكن بصرف النظر عن كل ما ذكرته يبقى تعلم اللغة الإنجليزية ضرورة مُلحّة في عصرنا الحالي.
5.ستصبح لديك معرفة تقنية
امتلاكك لمدونة؛ يعني أنك مُلزم بأن تكون على دراية ببعض الأمور التقنية كي تتمكن من إدارة مدونتك بشكل أفضل.لربما أيضا قد تصادفك بعض المشاكل التقنية مما يضطرك لمشاهدة بعض الفيديوهات التعليمية لحل مثل هذه المشاكل التقنية.
6.ستبني شبكة علاقات جديدة
واحدة من بين فوائد التدوين هي أنها تُعدّ وسيلة رائعة لبناء شبكة علاقات جديدة وصداقات مع أشخاص لم تلتقي بهم حتى.ومن منا لا يريد أن يحظى بقاعدة معحبين تتابع كل جديد تكتبه بشغف وتنتفع به كذلك؟
7.قد تحصل على فرص عمل
من منافع المدونات أيضا أنها تعد بمثابة سيرة ذاتية لك، حيث تُسوّق فيها لمهاراتك وتعرض فيها عضلاتك الإبداعية وما تبرع فيه حقا، ما قد يجذب لك فرص عمل حقيقية.زيادة على ذلك فإنك بقدر ما تكتب وتنشر فيها باستمرار، أنت تترك إنطباعا بأنك شخص يتطور يوما بعد يوم كما يمكن الاعتماد عليك.
8.ستترك إرثا معرفيا بعد مماتك
ماذا تريد أفضل من أن تترك وراءك إرثا معرفيا ينتفع منه الناس وتكسب أنت به الأجر؟ هذه أيضا إحدى المزايا الرائعة للتدوين.
9.تمنحك المدونة شعورا بالتحكم (Sense of control )
قل لي ألم تفكر كيف أن مدونتك تجعلك تشعر بأنك قائد؟ أنت تتحكم في مدونتك من أي وقت ومن أي مكان، فضلا عن أنك تكتب عما تريد وبالأسلوب الذي تريده، أنت من تتحكم في القوالب والألوان وتغيرها مثلما تريد، تراقب إحصائيات مدونتك بشكل مستمر…كل هذا من دون أن يتحكم فيك شخص آخر أو يفرض عليك رأيه كيف تديرها، أتحدث طبعا في هذه الحالة عن المدونة الشخصية.ألا يمنحك كل هذا شعورا بالاستقلالية وجرعة من الثقة بالنفس؟
كانت هذه بعض المنافع التي ستعود عليك من المدونة.لو لاحظت أنا لم أذكر الفوائد المادية التي قد تجنيها من التسويق بالعمولة والإعلانات في مدونتك، أنا ركزت فقط على المنافع اللامادية.لكن بالتأكيد يمكنك التربح منها أيضا إلى جانب كل ما قيل أعلاه.
هل كانت التدوينة مفيدة لك؟ أرجو ذلك حقا.والآن أتركك على خير.
مدونة كنزة 
اترك تعليقًا